واقع السياحة يترجمه عشرات المركبات والفنادق المفلسة
هبة بريس ـ الرباط
وجه النائب البرلماني رشيد طيبي علوي انتقادات حادة لرؤية الحكومة في قطاع السياحة، معتبرًا أن لغة الأرقام والمؤشرات الإيجابية التي تروج لها الحكومة لا تتماشى مع النتائج المحققة على أرض الواقع.
وفي مداخلته خلال جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب، والتي تناولت موضوع “التوجهات الكبرى للسياسة السياحية”، أشار النائب إلى أن الرقم المسجل لعدد السياح الوافدين إلى المغرب عام 2024، والذي بلغ 17.4 مليون سائح، يُعتبر مهمًا، لكنه لفت إلى أن 49% من هؤلاء هم مغاربة العالم، أي حوالي 8.6 مليون شخص، مقابل نسبة محدودة من السياح الدوليين الذين شكلوا الغالبية في عدد ليالي المبيت التي بلغت حوالي 17 مليون ليلة.
وأعرب النائب عن قلقه إزاء واقع القطاع السياحي المغربي الذي يتجلى في إغلاق العديد من المنشآت السياحية وإعلان إفلاسها، مشيرًا إلى أن الإنجازات المحققة في القطاع تعود في الأساس إلى الاستراتيجية الملكية الحكيمة، والتي ساهمت في تعزيز مكانة المغرب إقليميًا ودوليًا، إضافة إلى المؤهلات الطبيعية والمناخية التي يتمتع بها البلد. كما نوه بأهمية الأحداث الدولية الكبرى، مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، في تعزيز جاذبية القطاع.
ودعا النائب إلى ضرورة اعتماد سياسة عمومية شاملة ترتكز على إصلاح هيكلي يعزز حكامة المؤسسات السياحية، ويشجع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع مراجعة النظام الجبائي لتخفيف الضغط عن المنشآت السياحية.
وفي مقارنة مع دول الجوار، أشار إلى أرقام السياحة في إسبانيا التي استقبلت 95 مليون سائح، والبرتغال التي سجلت 30 مليون سائح في عام 2024، منتقدًا الفجوة الكبيرة في المنافسة، والتي تنعكس على ضعف استقطاب العملة الصعبة. ولفت إلى أن مداخيل العملة الصعبة من السياحة ارتفعت بنسبة 7%، مقابل زيادة بنسبة 20% في العملة الصعبة التي ينفقها المغاربة على السياحة بالخارج، وفقًا لمكتب الصرف.