![في اليوم العالمي للإذاعة.. فاطمة اليوسفي صوت الريف الذي صنع التاريخ لأكثر من 40 عامًا](https://www.icidakhla.com/wp-content/uploads/2025/02/1739438807_في-اليوم-العالمي-للإذاعة-فاطمة-اليوسفي-صوت-الريف-الذي-صنع-780x470.jpg)
في اليوم العالمي للإذاعة.. فاطمة اليوسفي صوت الريف الذي صنع التاريخ لأكثر من 40 عامًا
هبة بريس – محمد زريوح
بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة 13 فبراير ، نستحضر اسمًا بارزًا في الإعلام المغربي، خاصة في مجال الإذاعة الريفية. فاطمة اليوسفي، الإعلامية الجادة والمهنية، التي أفنت أكثر من 40 عامًا في خدمة المستمعين عبر الأثير، تُعتبر رمزًا للالتزام والعطاء، ليس فقط في الإعلام الأمازيغي بل في المشهد الإعلامي الوطني ككل.
ابنة قرية أركمان بالناظور، بدأت مسيرتها المهنية عام 1980 بإذاعة الناظور كمذيعة باللغة الإسبانية، وهي خطوة فريدة آنذاك، حيث ساهمت في ربط الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا بوطنها الأم عبر تقديم برامج تخاطبهم بلغتهم.
وكانت اليوسفي مثالًا للمهنية والجِد، مما أهلها لتنتقل عام 1984 إلى إذاعة تطوان، حيث قدمت العديد من البرامج التي لاقت استحسان المستمعين بفضل أسلوبها الراقي وقدرتها على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع.
مع عودتها إلى الرباط عام 1986 كمحررة في إذاعة تمازيغت الريفية، أثبتت فاطمة اليوسفي تفانيها الكبير من خلال تقديم وإنتاج برامج ذات طابع تعليمي وتثقيفي، مثل “مع الطبيب” وبرنامج “مع الطفولة”، وبرامج أخرى عالجت قضايا البيئة والفلاحة والصحة. كانت تلك البرامج بمثابة جسر معرفي يُمكّن المستمعين من الحصول على نصائح قيمة ومعلومات مفيدة.
عرفت مسيرتها الإعلامية نقلة نوعية عام 1996، عندما التحقت بإذاعة وجدة، حيث قدمت برامج أسبوعية باللغة العربية من الناظور.
و لم تقتصر مساهمتها على الجانب اللغوي فقط، بل استطاعت بفطنتها المهنية أن تجعل تلك البرامج صوتًا لصدى قضايا المجتمع المحلي والوطني، حيث نالت إشادة واسعة من مستمعيها وزملائها على حد سواء.
في عام 1998، عادت إلى العاصمة الرباط لتواصل تقديم برامج تعكس اهتمامها الكبير بالقضايا الاجتماعية والبيئية، فكان برنامجها الشهير “ثوذاث تزذوكي” أحد أبرز إنتاجاتها الإعلامية، حيث سلط الضوء على قضايا البيئة والتنمية المستدامة، مقدمًا محتوى يواكب تحديات العصر ويجمع بين التوعية والتثقيف.
تميزت فاطمة اليوسفي بحسها العالي بالمسؤولية، ما جعلها قدوة للصحفيين والصحفيات من مختلف الأجيال.
و بفضل جهودها وعملها الجاد، حصلت على وسام ملكي تكريمًا لعطائها الإعلامي المميز، واعترافًا بمساهمتها الكبيرة في تطوير الإعلام الأمازيغي والوطني على حد سواء.
وعلى الرغم من تقاعدها في عام 2021، لم تتخلَّ اليوسفي عن روحها الإبداعية، حيث تفرغت لتربية أحفادها شيماء وبنيامين، لكن حضورها الإعلامي ورصيدها المهني سيبقيان محفورين في ذاكرة المستمعين.
اليوم، تُعتبر فاطمة اليوسفي نموذجًا يُحتذى به في المهنية والالتزام، فقد أسهمت في ترسيخ الإعلام الريفي وتعزيز مكانة الإذاعة كوسيلة اتصال أساسية مع المستمعين في جميع أنحاء المغرب.
وبمسيرتها الحافلة بالعطاء، تظل اليوسفي صوتًا خالدًا في الإذاعة المغربية، ورسالة متجددة تُلهم الأجيال الجديدة من الإعلاميين.
وتشكر فاطمة اليوسفي موقع “هبة بريس” على هذا التكريم والاعتراف بمسارها الإعلامي الحافل، مؤكدة أن الإذاعة كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من رسالتها في خدمة المجتمع.