
بركان.. وفد فرنسي يزور الإقليم لتعزيز التعاون الثنائي
هبة بريس – أحمد المساعد
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، واستكشاف فرص جديدة للتعاون في مختلف المجالات التنموية، استقبل المجلس الإقليمي لبركان، برئاسة محمد جلول، وفداً فرنسياً رفيع المستوى يوم أمس الاثنين 17 فبراير الجاري. وقد شمل الوفد ممثلين عن “Cercle Eugène Delacroix” برئاسة صلاح بوردي، بالإضافة إلى رئيس بلدية “Garges-lès-Gonesse” (95)، بونو جيمينيز، وعدد من المنتخبين وأعضاء الدائرة.
جاءت هذه الزيارة في إطار تعزيز أواصر الشراكة بين المغرب وفرنسا، حيث حضر اللقاء نائب رئيس جماعة بركان، ورؤساء جماعات مداغ ولعثامنة، ورئيسة الجمعية الإقليمية لتعميم وتطوير التعليم، ورئيسة جمعية أمي للتربية والتأهيل الاجتماعي، بالإضافة إلى رئيسة هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، وقد تم خلال اللقاء تقديم سلسلة من العروض التي سلطت الضوء على المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية التي يتمتع بها إقليم بركان.
تميزت الزيارة، بتقديم عروض حول الإنجازات الكبيرة التي حققها إقليم بركان في عدة مجالات، لاسيما في مجال الرقمنة، حيث تم استعراض الدور الريادي للإقليم في تبني التقنيات الرقمية لتحسين أداء الإدارة ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. كما تم تقديم عرض حول المجزرة الإقليمية، التي تعد نموذجا يحتذى به في احترام المعايير الصحية والبيئية. بالإضافة إلى ذلك، تم تسليط الضوء على جهود الجمعية الإقليمية لتعميم وتطوير التعليم، والتي تعمل على تعزيز جودة التعليم وتوسيع نطاق الاستفادة منه، بما يتماشى مع التحولات التكنولوجية ومتطلبات التنمية المستدامة.
في مداخلاتهم، أعرب أعضاء الوفد الفرنسي عن إعجابهم الكبير بالجهود المبذولة في إقليم بركان لتحقيق التنمية الشاملة، مؤكدين أن الإقليم يمتلك مقومات تجعله نموذجا ناجحا في العديد من المجالات. كما أكدوا على أن الموقف الفرنسي الداعم لمغربية الصحراء سيعزز العلاقات الثنائية ويفتح آفاقا جديدة للتعاون في قطاعات متنوعة مثل الفلاحة، والسياحة المستدامة، والابتكار الرقمي. وأشار الوفد إلى أن مثل هذه اللقاءات تسهم في تعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي والعلمي بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز فرص الاستثمار.
في إطار الجولة الميدانية، قام الوفد الفرنسي بزيارة إلى المجزرة الإقليمية، حيث اطلع على الآليات الحديثة والممارسات المتبعة في إدارة المجزرة، والتي تسهم في ضمان جودة المنتجات وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية. وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم بالإنجازات التي تحققت في هذا المجال، مؤكدين أن هذه التجربة يمكن أن تكون مصدر إلهام للعديد من الجهات الفرنسية التي تسعى إلى تحسين خدماتها في قطاع الذبح وتجهيز اللحوم.
كما قام الوفد بزيارة لمطرح النفايات، حيث اطلع على الجهود المبذولة في إدارة النفايات ومعالجتها بشكل يضمن الحفاظ على البيئة ويقلل من الآثار السلبية للنفايات على الصحة العامة. وقد تم تقديم شرح مفصل حول العمليات المتبعة في فرز النفايات وإعادة تدويرها، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية الرامية إلى تعزيز كفاءة إدارة النفايات وتحقيق الاستدامة البيئية. وأشاد الوفد الفرنسي بالجهود الكبيرة التي يبذلها إقليم بركان في هذا المجال، معتبرين أن هذه التجربة تعد مثالا ناجحا يمكن الاستفادة منه في تعزيز التعاون الثنائي في مجال البيئة والتنمية المستدامة.
في ختام الزيارة، أعرب المسؤولون المحليون عن تقديرهم لهذه المبادرة، مؤكدين التزامهم بتعزيز التعاون مع الشركاء الفرنسيين والعمل على تحقيق تنمية متكاملة تعزز مكانة الإقليم كقطب اقتصادي واجتماعي رائد. من جهته، أعرب أعضاء الوفد الفرنسي عن تأكيدهم على دعم بلادهم لمغربية الصحراء، وهو ما اعتبره المسؤولون بإقليم بركان دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين، ومؤشراً إيجابياً على إمكانية توسيع التعاون ليشمل مختلف القطاعات.
هذه الزيارة الميدانية أكدت على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة بين المغرب وفرنسا، وأظهرت الإمكانات الكبيرة للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك البيئة والصحة والتنمية المستدامة. كما أنها ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتحت آفاقا جديدة للشراكة في مجالات تخدم المصالح المشتركة وتعزز التبادل الاقتصادي والثقافي والعلمي.