
الجزائر “تصاب بالسعار” بسبب زيارة رشيدة داتي للصحراء المغربية
هبة بريس – يوسف أقضاض
تواصل الجزائر الخروج ببياناتها حول الصحراء المغربية، مما يعكس تدخلها الواضح في النزاع المفتعل حيث قامت وزارة الخارجية الجزائرية بإصدار البيانات، بشكل متكرر، ليظهر التورط المباشر في القضية. وقد أصدرت الجزائر بيانًا غاضبًا ضد زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة ذاتي إلى الصحراء المغربية، حيث وصفتها بأنها “تضامن مقيت بين القوى الاستعمارية القديمة والحديثة”.
وفيما تواصل الجزائر نشر بياناتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بجميع اللغات، فإنها تواجه صعوبة في نشرها عبر وسائل الإعلام العالمية باستثناء أبواقها المأجورة الموالية. وأصاب نظام الجزائر “السعار” بعد الزيارة التاريخية الناجحة لوزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى مدن الصحراء المغربية، حيث أكدت المواقف الرسمية الفرنسية دعمها الثابت لمغربية الصحراء.
هذه الزيارة التي لاقت ترحيبًا كبيرًا، فضحت نوايا الجزائر الحقيقية في تأجيج النزاع المفتعل حول الصحراء. فبدلاً من البحث عن حلول سلمية، يواصل النظام الجزائري تصعيد الوضع من خلال بياناته المتتالية، محاولًا تشويه حقيقة دعم المجتمع الدولي لمغربية الصحراء، وهو ما يعكس توترًا واضحًا من نجاح المغرب في تسويق موقفه العادل.
ويرى الخبراء أن النظام الجزائري أصبح المتحدث الرسمي باسم جبهة البوليساريو الانفصالية، بينما يبقى الأخير في موقف المتفرج ينتظر تعليمات الجيش الجزائري.
وتسعى الجزائر منذ عقود إلى تقديم نفسها كوسيط في النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو، بينما الواقع يظهر أن الجزائر هي اللاعب الرئيسي الذي يساهم في تأجيج هذا النزاع. ففي كل مرة تنجح المملكة المغربية في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية وفي حل قضاياها الداخلية، تطلق الجزائر بيانات متتالية ضد المغرب، محاولة بذلك توجيه الرأي العام الدولي ضد المغرب.
وتُظهر الجزائر مواقف متناقضة عندما يتعلق الأمر بموضوع الصحراء المغربية، حيث تسعى لتقديم نفسها على أنها المدافع الأول عن “الشعب الصحراوي”، في وقت يثبت فيه الواقع أن نظامها هو الذي يدعم بشكل مباشر ومؤسساتي الانفصال في الصحراء المغربية.
وتدعم الجزائر بشكل مباشر جبهة البوليساريو سواء من خلال التمويل، التدريب،السلاح، أو توفير ملاذات آمنة لقياداتها، في حين تتبنى خطابًا إعلاميًا مشوهًا يهدف إلى نشر الأكاذيب حول قضية الصحراء المغربية.
وعلى الرغم من محاولات الجزائر لإضعاف الموقف المغربي، فإن المجتمع الدولي أصبح أكثر إلمامًا بعدالة القضية المغربية. فالمغرب قد نجح في تسويق موقفه بشكل قوي في المحافل الدولية، حيث استطاع إقناع العديد من الدول الكبرى بضرورة دعم مشروعه لحل النزاع المفتعل بشكل نهائي عبر خطة الحكم الذاتي، التي تحظى بدعم واسع من مختلف الدول والمنظمات الدولية.